Friday, October 31, 2008

أمراض الشتاء ... هجوم ميكروبي على الأذن والأنف والحنجرة

منقوول عن جريده الحياة - 26/12/07//

--> في فصل البرد تتهاوى درجة الحرارة الى مستويات منخفضة الأمر الذي يخلق الجو المناسب للفيروسات والجراثيم لتستيقظ من غفوتها وتنقض على الجهاز التنفسي الأحب اليها. إضافة الى هذا، فإن إغلاق الأبواب والنوافذ، التماسا للدفء، يلعب دوراً كبيراً في شحن جو المنازل والمكاتب وغيرها من الأماكن، بقطرات الرذاذ المتطايرة من أنوف وأفواه المصابين العابقة بالميكروبات الشريرة لتحط رحالها في الطرق التنفسية للأصحاء ولتوزع سمومها هنا وهناك. وبما أن الأذن والأنف والحنجرة هي في خط تماس مع الوسط الخارجي، لذا تكون في مقدم الأهداف التي ينالها الهجوم الميكروبي.

ان الرشح والأنفلونزا هما من أكثر أمراض الشتاء انتشاراً، وسبق ان تطرقنا إليهما في الأسابيع الأخيرة. والآن سنأتي على سيرة أمراض أخرى شائعة بعض الشيء، وهذه الأمراض هي:

> التهاب الأذن الوسطى: وهو من الإصابات المتواترة جداً في فصل الشتاء خصوصاً لدى الأطفال، وفي العادة يحصل هذا المرض اثر التهاب في الأنف والبلعوم، إذ تتسلق الميكروبات قناة أوستاش، التي تصل البلعوم بالأذن الوسطى، أو قد ينشأ المرض من التهابات الجيوب الأنفية التي تقذف بمفرزاتها في البلعوم، ومن ثم تذهب هذه الى الأذن الوسطى سالكة قناة أوستاش.

يشكو المصاب بالتهاب الأذن الوسطى من عوارض متنوعة مثل الألم في الأذن، وضعف السمع، وارتفاع في الحرارة. وإذا كان المصاب رضيعاً فإنه يرفض الطعام ويبكي باستمرار ويشير بيده الى الأذن المؤلمة، وفي الليل لا ينام ولا يترك من حوله يتذوق طعم الكرى، وقد تصاحب هذه العوارض التقيؤات والإسهالات والتشنجات.

يقوم علاج التهاب الأذن الوسطى بإعطاء المسكنات وخافضات الحرارة والقطرات الأذنية والمضادات الحيوية، ولا بد من تنظيف الأذن عند الطبيب المختص.

> التهاب الأذن الخارجية: وهذا الالتهاب قد يكون وحيد الجانب أو في الجانبين معاً. الالتهاب الوحيد الجانب ينتج عادة عن سيلان المفرزات الالتهابية للأذن الوسطى. اما الالتهاب في الجانبين فسببه إما فطري أو جرثومي أو تحسسي. يتظاهر التهاب الأذن الخارجية بالمعاناة من تخريش شديد في مجرى الأذن مع الشعور برغبة قوية بالحكاك، إضافة الى سيلان الأذن وخفة السمع.

يتم علاج التهاب الأذن الخارجية بالتنظيف الجيد لقناة الأذن ووضع القطرة الحاوية على المضـادات الحــيــويــة أو على مضادات الفطريات إذا كان السبب فطرياً.

> التهاب الجيوب الأنفية: ان نزلات البرد غالباً ما تكون سبب التهاب الجيوب الأنفية، والفيروسات المسببة لهذه النزلات تؤدي الى انتفاخ الأغشية المخاطية المبطنة لها ولقنواتها التي تصب في جوف الأنف، ويعمل هذا الانتفاخ على غلق قنوات التصريف الأمر الذي يؤدي الى انحباس مفرزات الجيوب فتصبح هذه مرتعاً خصباً لنمو الجراثيم وتكاثرها فينشأ التهاب الجيوب.

والتهاب الجيوب قد يكون حاداً أو مزمناً. والالتهاب الحاد يعتبر من الأمراض الشائعة، ففي الولايات المتحدة هناك ما لا يقل عن 40 مليون يصابون به ولو لمرة واحدة في حياتهم. ويشكو المصاب بالتهاب الجيوب الحاد من مفرزات أنفية وخلف أنفية، وآلام حول الوجنتين تزداد عند الانحناء الى الأمام كما الحال في وضعية الركوع أو السجود للصلاة، أيضاً قد يعاني المريض من انسداد الأنف وضعف في حاسة الشم والسعال. ومن الممكن حدوث مضاعفات عقب الإصابة بالتهاب الجيوب الحاد، من بينها: التهاب العظام المحيطة بالجيوب، والتهاب السحايا، والتهاب العينين. والالتهاب الحاد الذي أهملت معالجته يمكن ان يتحول الى التهاب مزمن، وفيه يشكو المصاب من عوارض أبرزها انسداد الأنف وسيلان مفرزات أنفية كثيفة وقيحية الى جانب السعال المزمن.

كيف يعالج التهاب الجيوب؟

--> ان تناول مسكنات الألم وأخذ مضادات الإحتقان، رشاً أو تقطيراً، واستعمال التبخيرات الأنفية، وتناول المضادات الحيوية، هي أساس العلاج. وإذا لم يتحسن التهاب الجيوب يبقى الحل الجراحي هو الأنسب.

- التهاب الحنجرة: وهو إصابة متواترة وسليمة العواقب عند البالغين، ولكنها ذات خطورة عند الطفل. ويكثر حدوث التهاب الحنجرة الفيروسي شتاء، ويلعب التبدل المفاجئ في الطقس دوراً في سرعة حصوله، وهو التهاب شديد العدوى ويؤدي الى المعاناة من حس الدغدغة والحرقة في الحلق والسعال الجاف المؤلم وارتفاع الحرارة والوهن العام، الى جانب الرغبة الملحة والمستمرة بتنظيف الحنجرة والتخلص من بحة الصوت. أما علاج التهاب الحنجرة فيشمل الآتي:

- الامتناع عن التدخين.

- تفادي المخرشات بكل أنواعها.

- الصمت المطبق مع الاستراحة في غرفة ذات هواء رطب لمدة أسبوع على الأقل.

- استعمال المطهرات الموضعية بالغرغرة.

- قد يتطلب الأمر استعمال المضادات الحيوية وفقاً لرأي الطبيب.

> التهاب اللوزتين: يصيب هذا الالتهاب كل الأعمار لكنه يصيب خصوصاً الأطفال بين الخامسة والعاشرة من العمر. ويشكو المصاب به من الحمى والوهن وتسارع النبض وآلام في الحلق مع صعوبة بالغة في البلع. وعند الفحص بالعين المجردة تظهر اللوزتان وهما متضخمتان وتعلوهما طبقة من القيح، وربما يحصل تضخم في العقد اللمفاوية في الرقبة وأسفل الفك.

قد يحدث التهاب اللوزتين بالفيروسات والجراثيم، وإذا كان السبب فيروساً فلا حاجة لعلاجه بالمضادات الحيوية لأن لا أثر لها على الفيروس. في المقابل، إذا كان السبب هو الجراثيم فمن المهم وصف المضادات الحيوية. ويحتاج التهاب اللوزتين الناجم عن الجراثيم العقدية الى المضادات الحيوية كالبنسلين أو الأمبيسيلين لمدة عشرة أيام للتخلص من هذه الجراثيم كلياً،لأن هناك خطورة من بروز مضاعفات مثل إصابة صمامات القلب والتهاب الكلية. ويجدر التذكير هنا بنقطة مهمة جداً هي عدم إيقاف المضادات الحيوية بمجرد ظهور بوادر التحسن بعد يومين أو ثلاثة أيام من بدء العلاج، إذ من الضروري جداً المثابرة على تناول الدواء حتى نهاية الفترة المقررة، أي عشرة أيام.

إن أمراض الشتاء تستدعي استشارة الطبيب في الحالات الآتية:

1- إذا كانت مفرزات الأنف صفراء قيحية ومترافقة مع الصداع.

2- إذا استمر الرشح لأكثر من عشرة أيام من دون بوادر تحسن.

3- إذا استمرت الحمى لمدة تتجاوز الثلاثة أيام.

4- إذا استمر السعال أكثر من عشرة أيام.

5- إذا كان المصاب رضيعاً أو طاعناً في السن أو يعاني من علة مزمنة.

Tuesday, October 21, 2008

العناية بالعدسات اللاصقه


Contact Lens Care

بقلم الدكتور : أحمد المصري

أستاذ طب وجراحة العيون
جامعة الاسكندرية، جمهورية مصر العربية


العدسات اللاصقه هى إحدى الوسائل الأكثر شيوعاً فى العالم لتصحيح الإبصار بعد النظارة الطبيه.

ويستخدم العدسات اللاصقة عدد لا يقل عن عشرين مليون شخص فى العالم.

ويرجع تاريخ العدسات اللاصقة لأواخر الأربعينات من القرن الماضى حيث أنها كانت صلبه ومصنوعه من الزجاج وتطورت على مدى عشرات السنين لتصبح رقيقة جداً وتستخدم بكثرة ومن الممكن استخدامها ليوم واحد أو لسنه حسب نوعها.


أنواع العدسات اللاصقه:-

هناك العديد من أنواع العدسات اللاصقة والتى تنحصر فى نوعين أساسين:-

1- العدسات الصلبه

2- العدسات الرخوه


1- العدسات الصلبه:-

يصنع هذا النوع من مادة البلاستيك PMMA ولكنه صلب ويحتوى على مسام دقيقة تسمح بمرور الأكسجين، ونسبة المياه الموجوده فى العدسه منخفضة جداً ويستخدم هذا النوع من العدسات للمرضى الذين يعانون من نسبة عدم انتظام فى تكور القرنية وعدم تساوى فى أنصاف أقطارها بنسبة كبيرة (الاستيجماتيزم) وفى الحالات المرضية مثل المراحل الأولى من مرض القرنية المخروطية (Keratoconus) والتى لا يستطيع فيها المريض الرؤية بالنظارة الطبية ويضطر لاستخدام العدسات الصلبه للرؤية ولإحتمال تثبيت تطور المرض، وهذه العدسات عدسات علاجية وليست لتحسين النظر كبديل للنظارة.

2- العدسات الرخوه:-

وهى العدسات الأكثر شيوعاً وتتكون من مادة البوليميثيل ميتا اكريلات (PMMA) الرخوة والتى تحتوى على مسام وتحتاج لمياه دائماً لتكون رخوه وتختلف نسبة المياه بكل عدسه حسب نوعها (Water Content) فالعدسات اليومية تصل نسبة المياه بها إلى 37٪ والعدسه الإسبوعية إلى 42٪ والعدسات الممتده تصل بها نسبة المياه إلى 52٪.

ولذا يحدد الطبيب المتخصص نوع العدسه المناسب لكل مريض فالمرضى الذين يعانون من جفاف بالعين أوإنخفاض نسبة الدموع الثانوية لا يناسبهم العدسات الرخوه الممتدة سواء الشهرية أو السنوية ولابد من استخدام العدسات اليومية فقط لهم، وعلى العكس المرضى الذين يعانون من حساسية بسيطه تسمح بلبس العدسه على حسب رؤية الطبيب المتخصص يحتاجون لعدسات ممتدة لأنها أقل احتكاكاً بالجفون نظراً لزيادة المحتوى المائى بها.


العناية بالعدسه اللاصقة:-

1- وأهم وأولى النصائح للعناية بالعدسات هى تحديد العدسه الملائمه لعين المريض بواسطه الطبيب المتخصص.

2- وقطعاً عادة لبس عدسه شخص آخر من الأشياء المرفوضة شكلاً وموضوعاً ليس فقط من ناحية الخصوصية الشخصية ولكن لإحتمال انتقال العديد من الأمراض المعدية البسيطة والشديدة الخطورة (ملحوظة:حيث أثبت إحتمال نقل الفيروسات الفتاكه مثل فيروس الإيدز والإلتهاب الكبدى الوبائى بالدموع البشرية).

3- وللعناية بالعدسه اللاصقة لابد من معرفة كيفية التعامل معها فلابد ان يعرف المريض نوع عدسته هل هى صلبه – رخوه ، يومية – ممتدة ، أم من نوع خاص.

4- لابد من الطبيب المتخصص أو الفريق المعاون له تحت إشرافه أن يشرح للمريض كيفية لبس العدسه وخلعها ومعرفة الوجه الصحيح للبسها ومعرفة كيفية تنظيف العدسه بالأصابع ولا يعتمد على أحد الأشخاص الذين يلبسون العدسات لتعليم المريض الذى يستخدم العدسه لأول مرة.

عند استخراج العدسه اللاصقة من الحافظة الخاصة بها والتى يجب ان تكون نظيفة جداً دائماً لعدم نقل البكتريا أو الفيروسات أو الفطريات للعدسه اللاصقة وبالتالى للعين، يجب على الفريق المسئول عن تدريب لبس العدسه أن يؤكد على المريض غسل اليد جيداً قبل لبس العدسه وقبل خلعها وألا يكون هناك أى ترسبات على اليد أو تحت الأظافر حتى لا تتراكم بها البكتريا ويستحسن قص أظافر السبابه والإبهام لكى لا يقطع الظفر العدسه اللاصقة.

5- يتعلم المريض وجه العدسه الصحيح للبسها وهو أن تكون العدسه مثل نصف الكرة وإذا وضعت على الوجه الآخر تتفلطح العدسه وتصبح مثل الطبق وإذا وضعت العدسه فى هذا الوضع لا يمكن أن تثبت على القرنية ويشعر المريض بإحتكاك العدسه وعدم ثباتها وكذلك زغلله فى الإبصار.

6- قبل لبس العدسه توضع نقطه من محلول حفظ العدسه على راحة اليد ثم توضع بها العدسه ويوضع داخل العدسه نقطه أخرى لترطيبها ثم يقوم المريض بفرك العدسه بسبابه اليد الأخرى لتنظيف العدسه اللاصقه من أى شوائب، ثم يضع المريض العدسه على الناحية الصحيحة على طرف سبابه اليد التى سيقوم بلبس العدسه بها.

يقوم المريض بفتح الجفنين باتساع ويقوم بيده الأخرى (اليسرى عادة) بإبقاء الجفنين مفتوحين ثم يضع باليد اليمنى العدسه داخل العين حتى تلامس كل أطراف العدسه القرنية أو المنطقه المجاورة لها.

7- ينظر المريض بالعدسه يميناً ويساراً حتى يتأكد من ثبوتها فى مكانها الصحيح ثم يقوم بغلق الجفنين بلطف حتى يطمئن لاستقرار وضع العدسه.

8- يفتح المريض عينيه ليتأكد من صحة وضع العدسه فيرى بالعين التى بها العدسه فقط ليتأكد من صحة وضعها وأنه يرى بها جيداً.

9- يغلق المريض غطاء علبة الحفظ (هام جداً) لكى لا تتلوث العلبه من الداخل.


خلع العدسه اللاصقه:-

هناك طرق عديده لخلع العدسات اللاصقه أسهلها هو (بعد غسيل اليدين جيداً) وفتح غطاء العلبه وتغيير المحلول الموجود بها بمحلول جديد يستخدم المريض يده ليمسك بالجفنين العلوى والسفلى باليد اليسرى، وبالسبابه والإبهام لليد اليمنى يقوم بخلع العدسه من على القرنيه.

يضع المريض نقطه من محلول الحفظ على العدسه وداخل العلبه ويضع العدسه بالعلبه ويغلق الغطاء جيداً.

ملحوظات:-

- لابد ان يحرص المريض على عدم خلط العدسه اليمنى بالعدسه اليسرى حتى لو كانتا نفس المقاس.

- لابد من استخدام محلول جديد مادام دخل إصبع المريض داخل حافظة العدسات.

- العدسات الملونه لا يوجد فيها أى أضرار طبيه مادامت تستخدم حسب الإرشادات السابقه وتحت إشراف الطبيب المتخصص بتحديد ساعات لبسها.

* عند حدوث أى تغيير للعين كإحمرار أو ألم أو إحساس بجسم غريب فى العين لابد من الإسراع للطبيب المعالج المتخصص بعد خلع العدسه فوراً ووضعها فى الحافظه المخصصه لها والتى لابد من ان تكون مع المريض بإستمرار فى كل الأحوال مادام يلبس العدسات اللاصقه حيطةً لإحتياجه لخلعها فى أى وقت ولأى سبب.

* العناية بالعدسات اللاصقه فى غاية الأهميه وخاصة العدسات الصلبه التى لا تحتاج لمحلول لحفظها ويعانى المريض أكثر منها عن العدسات الرخوه نتيجة احتكاكها بالجفون والقرنية وتحتاج بإستمرار لوضع قطرات ملطفه ومعوضه للدموع بإستمرار مع إستخدامها.


من المعروف أن العدسه اللاصقه الصلبه أو الرخوه من الممكن أن تحدث إلتهابات بالقرنيه والجفون وهذه الإلتهابات غالباً ما تعالج ويستطيع المريض لبس العدسه مره أخرى، (لكن) فى حالة إهمال المريض لهذه التعليمات أو التهاون بها وإستمراره فى لبس العدسه فى حالة إلتهاب العين أو الإسراع فى لبس العدسه قبل شفاء العين شفاءً كاملاً قد يؤدى إلى مشاكل عنيفه فى قرنية العين تصل ليس فقط للإلتهابات بالقرنية ولكن قرحة القرنية وإذا وصلها بكتريا تؤدى إلى صديد بالقرنية قد يؤذى البصر.


وختاماً لابد من التأكيد أن العدسات اللاصقة تعتبر وسيله فعاله وناجحه جداً للإقلال من إستخدام النظاره الطبيه ومع إتباع الإرشادات الخاصه بها بدقة وعناية لا يحدث منها ما يؤذى العين وتكون وسيله فعاله وآمنه وكثير من المرضى يستخدموها لسنين طويله بطريقه آمنه مع إتباع الإرشادات اللازمه بها.

مرض الحزام النارى

(Herpes Zoster)

بقلم :

Abdel Aal El Kamshoushi
Professor of Dermatology, Venereology & Andrology
Faculty of Medicine,Alexandria University,Egypt,

تعريف:

هو مرض فيروسى تميزة حدوث آلام مماثله لآلام حروق النار مع طفح جلدى مميز فى جانب واحد من الجسم , عادة على جلد الصدر أو البطن, مما يسهل وصفه بأنه حزام من النار على الجسم.

يصيب هذا المرض عادة المرضى كبار السن حوالى فى 10 % من الجنسين ، وقد يحدث نادرا فى صغار السن بنسبة 3% فى المائه فقط .

أسباب مرض الحزام النارى وعلاقتة بمرض الجديرى المائى :

مرض الحزام النارى ومرض الجديرى المائى يسببهم فيروس واحد هو فيروس يسمى فيروس الجديرى المائى والحزام النارى .(Varicella- zoster virus).

حيث يصيب مرض الجديرى المائى غالبا الاطفال عن طريق استنشاق الرزاز الملوث بالفيروس من مريض مصاب بالمرض ويحدث ارتفاع فى درجة الحرارة مع ضعف عام وألام بالجسم والتهابات بالحلق وطفح جلدي عبارة عن بثور جلدية مملؤة بسائل شفاف فى معظم انحاء الجلد . وقد يشفى المريض تلقائيا خلال فترة تتراوح بين اسبوع وثلاثة أسابيع يقوم خلالها الجهاز المناعى للجسم بالتغلب على معظم الفيروسات الموجودة بالدم واجهزة الجسم المختلفة.

مما يعطى مناعة كافية لعدم حدوث مرض الجديرى المائى مرة اخرى حتى وان تعرض المريض لنفس الفيروس وتكون تلك المناعة طوال حياة المريض.

ولكن خلال مرض الجديرى المائى يمر فيروس الجديرى المائى والحزام النارى من البثور الموجودة بالجلد والاخشية المخاطية للفم والانف والحلق الى الاطراف العصبية الموجودة فى تلك الأماكن المصابة حيث تنتشر فى الاطراف العصبية الى ان تصل الى العقد العصبية الحسية الموجودة على جانبى النخاع الشوكى حيث تبقى هذه الفيروسات كامنة بدون ايه اعراض مرضية طوال حياة المريض الى أن يتم اعادة تنشيطها مرة اخرى نتيجه لبعض العوامل المختلفة التى تؤثر فى الجهاز المناعى للجسم والجلد فيحدث مرض الحزام النارى والذى يكون عادة فى عقده عصبية حسية واحدة والتى تكون فى الغالب مصابة بأكبر عدد من الفيروسات الكامنة .

ما هى العوامل التى قد تؤدى الى ظهور مرض الحزام النارى ؟

من الممكن أن ينشط فيروس الجديرى المائى والحزام النارى الكامن بدون أية عوامل واضحة تؤدى الى اعادة تنشيطة وحدوث المرض.

ولكن من الملاحظ ان العوامل التى تؤدى الى ظهور مرض الحزام النارى بعد فترة كمون طويلة تمتد لسنوات وهى التى تؤدى الى انخفاط المقاومة العامة للمريض ونشاط الجهاز المناعى للجسم ، وهذه العوامل هى :

1- التقدم فى العمر : حيث تكون اكبر نسبة لحدوث هذا المرض فى المريض فوق الستين عاما ويكون نادرا فى الاطفال .

2- مرض السكر : خاصة عندما يكون مستوى السكر فى الدم مرتفعا لفترات طويلة .

3- الادوية المثبطة بجهاز المناعة – ومركبات الكورتيزون التى تعطى بكميات كبيرة فى حالات زرع الأنسجة كالكلية والكبد وخلايا الدم بهدف عدم رفض الجسم لهذه الأنسجة .

4- بعض الأمراض الخبيثة مثل مرض الهودجكنز واورام الجهاز الليمفاوى (Lymphoma) واللوكيما.

5- العلاجات الكيمياءية المختلفة لبعض حالات الأورام الخبيثة بالجسم .

6- حالات الضعف العام الشديدة بسبب سوء التغذية أو امراض عامة.

7- إصابات الجلد بسبب الارتطام بأشياء صلبة أو العمليات الجراحية الكبيرة فى الجلد .

8- العمليات الجراحية بمنطقة الحبل الشوكى والجيوب الانفية الامامية .

9- مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز).

هل مرض الحزام النارى هو مرض معدى ؟

نعم مرض الحزام هو مرض معدى. وتتم العدوى عن طريق انتقال الفيروس من البثور الجلدية الى الانسان السليم وفى بعض الاحيان القليلة تتم العدوى عن طريق استنشاق الرذاذ من المرضى الى الاشخاص الطبيعية.

ويذكر ان العدوى بهذا الفيروس تحدث فقط فى الأشخاص الطبيعيين الذين لم يصابوا بمرض الجديرى المائى من قبل حيث تظهر عليهم اعراض الجديرى المائى بعد حوالى اسبوعين من انتقال فيروس الجديرى المائى والحزام النارى إليهم ، اما المرضى الذين سبق أن أصيبوا بمرض الجديرى المائى فعادة لايحدث لهم اية اعراض مرضية نتيجة انتقال هذا الفيروس اليهم من مرضى الحزام النارى نظرا لوجود اجسام مضادة كافية بالجسم للقضاء على هذا الفيروس قبل انتشاره .

اعراض مرض الحزام النارى:

تبدأ اعراض مرض الحزام النارى بألام فى جانب واحد من الجسم فى مناطق الجلد التابعة للعصب المصاب بالفيروس حيث تستمر هذه الالام لعدة ايام قبل ظهور الطفح الجلدى وتتراوح مدة الشعور بالالم بين يوم الى يومين فى مناطق الوجه والرقبة وتزيد الى 3 – 4ايام فى منطقة الصدر والبطن والاماكن الاخرى وعادة تتراوح درجة الالم ما بين احساس بالحرقان مماثل الاحساس بحروق النار بالجلد فى المناطق المصابة الى الام شديدة تكون فى بعض الحالات مصحوبة بارتفاع بسيط فى درجة الحرارة مع صداع وضعف عام .

ومن الملاحظ ان هذه الألام السابقة للطفح الجلدى تكون هى اول اعراض المرض فى الكبار ، اما فى الاطفال فيكون الطفح الجلدى هى اول اعراض المرض فى معظم الحالات .

تستمر الألام فى الجد مع ظهور الطفح الجلدى وقد يشفى الجلد تماما بينما تستمر الألام لعدة شهور بعد شفاء المريض خاصة فى حالات المرض كبار السن المصابين بأمراض اخرى مثل مرض السكر أو العوامل المثبطة للجهاز المناعى للجسم . وفى معظم الحالات تنتهى الألام مع اختفاء الطفح الجلد وشفائة.

الطفح الجلدى فى مرض الحزام النارى :

يكون الطفح الجلدى فى مرض الحزام النارى على شكل مجموعات من البثور الصغيرة المحاطة باحمرار فى الجلد ،وتحتوى هذه البثور على سائل شفاف قد يتحول بعد عدة أيام الى سائل صديدى ، ويستمر ظهور الطفح الجلدى على مدى ثلاثة الى اربعة ايام,و عادة ما تجف البثور خلال أسبوع الى عشرة أيام من ظهورها و تتكون قشرة سميكه ملتصقه بالجلد و تستمر حتى شفاء المريض .

و يتميز الطفح الجلدى فى هذا المرض بظهوره فى اماكن الجلد التى يغذيها العصب المصاب فقط و فى جانب واحد من الجسم يختلف حسب العصب المصاب بالمرض وعليه فإن الطفح الجلد لايتخطى منتصف الجسم إلانادرا, و من المعروف ان هذا المرض يمكن ان يظهر فى اى مكان من جلد المريض ولكن يعتبر الصدر من اكثر الاماكن التى تصاب بهذا المرض حيث يحدث فى اكثر من 50 % من المرضى ، يليها منطقة الوجة نتيجه لاصابة العصب الخامس فى 20 % من الحالات خاصة كبار السن والذى قد يصاحبة التهابات بالعين وتقرحات بالقرنية نتيجه إصابة عصب العين الذى يعتبر جزءا من العصب الخامس ، اما باقى اجزاء الجسم فتكون اصابتها بدرجات متفاوتة تصل الى 30 % من المرض .

ماهى مدة المرض ؟

فى حالات التى لاتخضع للعلاج المبكر يستمر الطفح الجلدى والألام لمدة 2- 3 اسابيع فى الاطفال والمرضى صغار السن ، وتمتد من 3 الى 4اسابيع فى كبار السن ، بعدها يختفى الطفح الجلدى وقد يترك مكانه أثار تتراوح مابين تغيير الجلد الى اللون الداكن الى حدوث بعض التليف الجلدى مكان البثور وتكوين حفر صغيرة عميقة وثابتة بالجلد .

وبعد شفاء المريض من مرض الحزام النارى تكون قد تكونت له مناعة كافية لعدم حدوث كل من مرضى الجديرى المائى والحزام النارى طوال حياة المريض ، حتى وإن تعرض للعدوى مرة اخرى بنفس الفيروس.

هل تختلف اعراض ومضاعفات المرض فى اماكن الجسم المختلفة؟

نعم ، تختلف اعراض ومضاعفات المرض حسب العصب المصاب . ففى حالة اصابة العصب الخامس قد يصاحب ظهور الطفح الجلدى فى جانب من الجبهة والوجة ظهور بثور بجانب الأنف نتيجة اصابة عصب العين الذى هو فرع من فروع العصب الخامس مما قد يؤدى الى اصابة العين فى ثلثى الحالات بالتهابات وتقرحات بالقرنية مع احتمال حدوث التهابات بالملتحمة والقزحية والصلبة وضعف فى عضلات العين وفى حالة اصابة العصب السابع المغذى لجلد الأذن الخارجية واللوزتين والحلق و عضلات الوجه، يصاحب ظهور الطفح الجلدى فى منطقة الاذن الخارجية والحلق احساس المريض بألام فى الاذن مع ضعف فى السمع ودوار . وفى بعض الحلات يحدث شلل مؤقت فى عضلات جانب من الوجه نتيجة التهاب العصب السابع وتأثيرة على الالياف المغذية للعضلات الوجه على الجانب المصاب .

أما فى حالة اصابة منطقة الشرج والمناطق التناسلية فقد يصاب المريض بالاضافة الى الطفح الجلدى الى اضطراب فى عملية الاخراج والتبول .

مضاعفات المريض:

معظم مضاعفات المرض لاتحدث الا فى حالات المرضى المصابين بأمراض أو معرضين لعوامل تؤدى الى ضعف فى الجهاز المناعى للجسم مما يؤدى الى زيادة حدة المرض وحدوث المضاعفا ت . كما تكون المضاعفات نادرة الحدوث فى الاطفال وصغار السن بينما قد تحدث فى كبار السم ممن يزيد اعمارهم عن ستين عاما .

و هذة المضاعفات هى:

1- الألام العصبية التابعة للمرض :

هى اكثر المضاعفات شيوعا ( 30 % من المرضى ) وهى عبارة عن استمرار الاحساس بالألام بدرجات متفاوته حتى بعد شفاء جلد المريض واختفاء الطفح الجلدى وقد تسمتر الألام مابين ثلاثة الى ستة شهور من شفاء الجلد .

2- ضمور بالأجزاء المصابة بالجلد نتيجة تليف البثور الجلدية .

3- إلتهاب ثانوى بالبكتريا وظهور الصديد فى الطفح الجلدى.

4- مضاعفات بالعين مثل الالتهابات بأجزاء العين المختلفة وتقرحات بالقرنية قد يؤدى فى بعض الحالات الى عدم الرؤية بالعين المصابة .

5- شلل مؤقت بجانب من الوجه نتيجة اصابة العصب السابع .

6- التهاب الاجهزة الداخلية للجسم مثل الالتهاب الرئوى ، الالتهاب الكبدى ، الالتهاب المريء والمعدة والتهاب المثانة والتهاب الاغشية المبطنة للقلب.

7- انتشار المرض الى اجزاء اخرى من الجلد وهى نادرة الحدوث إلا فى حالات الضعف الشديد لجهاز المناعة .

8- التهاب المخ والاغشية المبطنة له وهى لاتحدث الا فى حالة الضعف الشديد لجهاز المناعة كما هو فى حالات الايدز.

تشخيص المرض :

لايشكل المرض اية صعوبة فى التشخيص لاطباء الامراض الجلدية نظرا لثبات ووضوح الطفح الجلدى وانتشاره فى جانب واحد من الجسم حسب العصب المصاب.

ولكن من الممكن فى الحالات المشتبة بها التأكد من التشخيص بالتعرف على بروتينات الفيروس فى الدم وعزل الفيروس من البثور الجلدية ورؤيتها والتعرف عليها بواسطة المجهر الالكترونى والتعرف على الاحماض الأمينيه المميزة للفيروس (VZV- DNA) بواسطة اختبار سلسلة تفاعل البوليمراز (PCR).

هل يمكن ان يصاب المريض بهذا المرض مرة اخرى ؟

بعد شفاء المريض من مرض الحزام النارى ، يكون الجهاز المناعى قد كون كمية كبيرة وكافية من الاجسام المضادة للفيروس ويكون قادرا على القضاء على الفيروس عند دخولة الجسم مرة اخرى ، ولذلك عادة لايحدث هذا المرض للمريض مرة اخرى حتى وإن تعرض للعدوى بالفيروس الا فى حالات ضعف المناعة الشديدة كما فى حالات الايدز .

هل يمكن الوقاية من حدوث مرض الحزام النارى بواسطة تطعيم ضد الفيروس المسبب له ؟

نعم يوجد تطعيم ضد هذا المرض.

ويكون الهدف من التطعيم هو منع اعادة تنشيط وانتشار الفيروس الموجود بالعقد العصبية بصورة كامنة , وايضا الوقاية من حدوث المرض ، وعادة فإن هذا التطعيم قد يوصف للمرضى المعرضين للمضاعفات وخاصة كبار السن والمصابين بأمراض من شأنها تثبيط الجهاز المناعى للجسم بدرجة كبيرة .

وقد وجد عند استخدام التطعيم ضد هذا المرض أنة يؤدى الى انخفاض معدل حدوث المرض بنسبة 51 % فقط من المرضى ( نصف المرضى ) كما يؤدى الى انخفاض حدة المرض بنسبة 60 % وانخفاض حدوث الألام المتابعة للمرض بنسبة 66% ومما يذكر ان منظمه الغذاء والادوية الامريكية قد اعتمدت استخدام هذا التطعيم فى الاشخاص الذين تزيد اعمارهم عن ستين عاما . ولكن يجب ان يكون معلوما أن التطعيم ضد مرض الحزام النارى لايمنع حدوثة فى نسبة كبيرة من المرضى كما انه لايعتبر علاجا عند حدوث المرض. (1)

العلاجات الموضعية :

يمكن استخدام الكمادات الباردة على الجلد المصاب او سائل الكلامينا لتخفيف الالام وسرعة جفاف البثور .

لاينصح بأستخدام الادوية المضادة للفيروس كعلاج موضعى حيث انة قد ثبت عدم فاعليتها.

العلاجات الأخرى:

فى الحالات البسيطة يمكن الاكتفاء بالراحة مع اعطاء بعض المسكنات مثل عقار الباراسيتامول. اما فى الحالات الشديدة وفى المرضى المصابين بأمراض اخرى من شأنها تثبيط الجهاز المناعى فأنة من الافضل استخدام الادوية المضادة للفيروس وذلك خلال 48 ساعة فقط من ظهور الطفح الجلدى .

ويهدف العلاج المبكر بالادوية المضادة للفيروس الى :

1- منع انتشار المرض فى الجلدة والجسم .

2- منع حدوث المضاعفات .

3- منع حدوث الالام المصاحبة للمرض وتقليل حدتها .

4- منع حدوث الالام التابعة للمرض بعد الشفاء .

ماهى الادوية التى تسخدم فى علاج مرض الحزام النارى ؟

يمكن استخدام اى من تلك العقاقير مثل ( عقار إسيكلوفير (ACYCLOVIR )

او عقار فالاسيكلوفير (VALACYCLOVIR )

عقار فامسيكلوفير ( Famcyclover)

عن طريق الفم , لمدة أسبوع.

أما فى المرضى ذوى المناعة الضعيفة والمتوقع حدوث المرض فيهم بدرجة شديدة فأنة يمكن اعطاء المريض عقار إسيكلوفير بالحقن بالوريد لمدة أسبوع.

قد يحدث فى بعض حالات مرضى الايدز ان تكون الاستجابة ضعيفة للعقاقير السابقه ، وبالتالى يمكن اعطاء دواء فوسكارنت ( Foscarnet ).

علاج الألام العصبية التابعة للمرض :

عادة ما يقل حدوث هذه الاالام وحدتها عند بدء العلاج مبكرا للمرض بواسطة الادوية المضادة للفيروس . ولكن يمكن علاج هذة الالام بأستخدام بعض المسكنات للام مع بعض الادوية التى تؤثر فى الخلايا العصبية مثل عقار اميتربتلين (Amitriptyline ) ، كلوميبرامين (CLOMIPRAMINE ) او عقار جابابنتين ( Gabapentine).


Abdel Aal El Kamshoushi
Professor of Dermatology, Venereology & Andrology
Faculty of Medicine,Alexandria University,Egypt,


(1) Oxman MN et al : A vaccine to prevent herpes zoster & postherpetic neuralgia in older adults. N Engl J Med., 352 : 2271, 2005.

ألم العصـب الخـامـس

بقلم الدكتوره : نادية حافظ
أستاذ أمراض النفسية والعصبية ، كلية الطب جامعة الاسكندرية
جمهورية مصر العربية


Trigeminal Neuralgia


الصفـة التشريحيـة

العصب الدماغى الخامس هو عصب حركى حسى للوجه وعضلات المضغ. الجزء الأكبر الجانبى من العصب ينقل الاحساس من أجزاء محدده من الوجه والتجويف الفمى والأنفى بواسطة ثلاث أفرع هما:

الفرع الأول (العين): وينقل الأحساس من أعلى الوجه والجبهه حتى نهاية العين.

الفرع الثانى (الصدغى): وينقل الاحساس من المنطقة الوسطى من الوجه من طرف العين إلى جانب الفم.

الفرع الثالث (الفكى الأسفل): وينقل الأحساس من الجزء الأسفل من الوجه.

والجز الأصغر من العصب هو المسئول عن تغذية الوظائف الحركية لعضلات المضغ من خلال الفرع الثالث (الفكى السفلى).

مقدمـة:

آلام العصب الدماغى الخامس وصفت بأنها من أشد وأقصى أنواع الألم التى قد تصيب الإنسان وهى عبارة عن إضطراب حسى يصيب العصب الدماغى الخامس ويسبب آلاما شديدة متكررة بالصدغ، أو الشفاة أو اللثة أو الذقن على أحد جانبى الوجه. وكان أول من وصفه جون فوثرجيل عام 1775.

الدراسـة الوبائيـة:

أكثر من 90% من المرضى (النوع الأولى) يتعدى عمرهم 40 عاماً ولكن هناك حالات مسجلة دون الثلاثين أو حتى أطفال. ويصيب المرض النساء بنسبة أكثر قليلاً من الرجال.

الأعراض الإكلينيكية:

يشكو المريض من نوبات متكررة من آلام حادة مثل الصدمات الكهربائية الخاطفة مع حرقان شديد لعدة ثوان على أحد جانبى الوجه (غالباً الفرع الثالث ونادراً الثانى ونادراً جداً الفرع الأول) وتبدأ الآلام على أحد جانبى الوجه وتبدأ من منطقة الأذن وتنطلق للصدغ وجانب الفم بصورة مفزعه وتتكرر هذه النوبات لعدة ساعات. ولا تتعدى هذه الآلام خط المنتصف ولكن بعض الدراسات أثبتت إمكانية إصابة جانبى الوجه فى حالة الإصابة بمرض التصلب المنتثر. وتتكرر هذه النوبات لعدة أسابيع أو أشهر يحدث بعدها مرحلة من السكون والتحسن لعدة أشهر أو سنوات.

- يكون الألم دورى، وقد يكون المحفز لبدء الألم لمس أو تنبيه حسى لمناطق معينة من جلد الوجه أو الغشاء المخاطى أو فواصل الأسنان التى تتغذى بالعصب الخامس مثل أثناء غسل الوجه، الحلاقه، غسل الأسنان، البلع، المضع، الكلام...

- ويوصف الألم أنه ألماً قاطعاً، مفاجئاً مثل التيار الكهربائى، يظهر ويختفى بطريقة مفاجئة ويستمر لثوانى قليلة، إلا أنه يعود ويتكرر. وقد يتكرر على بعد فواصل زمنية قصيرة جداً مما يؤثر سلباً على قدرة الإنسان على العمل والإنتاج.

- ويكون الألم فى مكان التوزيع الجغرافى للعصب الخامس وخاصةً فى الفرعى الثانى والثالث (الفكى والصدغى) أحدهما أو كلاهما (الأكثر حدوثاً) ونادراً ما يصيب الفرع العينى (الأول).

- ويصعب فحص المريض لخوفه من إثارة الألم وفى الحالات الشديدة قد يبدو المريض هزيلاً لخوفه من المضغ مع سوء الإعتناء بنظافة الفم والأسنان وعدم الحلاقة فى الرجال.

وعند القيام بالفحص العصبى فى الحالات الأولية أو الكلاسيكية لا يظهر أى إضطراب أو ضعف فى الجزء الحسى أو الحركى من العصب الخامس.

- أما فى حالات الألم الثانوى لوجود أمراض أخرى تؤثر فى العقدة العصبية الجزيرية قد توجد بعض الأعراض مثل:

- قلة أو فقد الإحساس فى التوزيع الجغرافى للعصب الخامس.

- ضعف أو ضمور عضلات المضغ.

- إصابة الأعصاب الدماغية المجاورة (خاصة الرابع، السادس، والسابع).

تطور المرض:

مسار المرض يتكون من فترات متبادلة من النشاط والخمول على مر سنوات عديدة. فى فترات النشاط قد تتكرر نوبات الألم مرات عديدة فى اليوم لمدة أسابيع أو شهور ثم يتحول إلى خمول عفوى فى أى وقت، وقد يستمر الخمول لعدة شهور أو سنوات.

أسباب ألم العصب الخامس:

لا يوجد سبباً واحداً ولكن المرض غالباً نتيجة تداخل مسببات عديدة. ومن أشهر النظريات وجود وعاءً دموياً يضغط على العصب الخامس ممن يطيل مدة الومضات الكهربية فى العصب ويؤدى إلى إعادة تهيج العصب مسببه للألم. وقد يكون السبب إصابة العصب بفيروسات خاصةً فيروس القوباء البسيطة.

ونسبة قليلة من الحالات تكون ثانوية لأمراض أخرى مثل مرض الإلتهاب التصلبى المنتشر بالجهاز العصبى أو أورام قاع المخ وجزع المخ والمخيخ.

الفحوصات الإضافية والأشعـة:

فى حالات ألم العصب الخامس الأولى أو الكلاسيكى تكون جميع الفحوصات طبيعية سواءً رسم الأعصاب أو العضلات أو الأشعة المقطعية والمغنطيسية وفى تلك الحالات يفضل عمل أشعة مقطعية ذات المقاطع المتعددة لشرايين المخ لإستبعاد وجود وعاء دموى ضاغطاً على العصب.

- أما فى الحالات الثانوية فقد تكشف الإشعاعات عن أورام بقاع الجمجمة أو جزع المخ أو مرض الإلتهاب التصلبى المنتشر بالجهاز العصبى وفى تلك الحالات تظهر تغيرات فى نتائج رسم الأعصاب ورسم العضلات.

العـلاج:

يختلف العلاج إذا ما كان ألم العصب الخامس أولّى أو ثانوى فيمكن علاج الحالات الثانوية فى علاج المرض المرض الأصلى مثل إستئصال الورم المتسبب فى العصب أما الحالات الأولية فيكون العلاج إما دوائياً أو تدخلياً أو جراحياً.

العلاج الدوائى:

يمثل العلاج الدوائى أساس علاج الحالات الكلاسيكية وتتنوع الأدوية من المسكنات البسيطة إلى مضادات التشنجات فى الحالات الشديدة.

ومن أكثر مضادات التشنج إستخداماً فى العلاج عقار الكربامازيبين ويؤتى نتائجاً جيدة فى حوالى 75% من المرضى. والجرعة العلاجية تتراوح بين 600 – 1200 مج فى اليوم ولكن يجب بدئه تدريجياً بجرعة 50 مج ثم زيادتها ببطئ على مر الأيام لتفادى ظهور الأعراض الجانبية التى تتضمن دوار وإضطراب فى الإتزان خاصة فى كبار السن, ويجب إجراء عد دم دورى لمراقبة عد الدم الأبيض عند إستعمال عقار الكربامازيبين.

يمكن أيضاً إضافة الأدوية المهدئة ومضادات القلق وأحياناً يحتاج بعض المرضى لمضادات الإكتئاب.

أخيراً قد يجد بعض المرضى راحة فى إستمعال قطرات العين المخدرة، فتأثير المخدر على العصب العينى قد يهدئ هياج باقى فروع العصب الخامس ولكن يجب الحرص من خطورة مثل هذه الممارسات على سلامة العين.

العلاج التداخلى:

من أبسط وأءمن أنواع العلاج التداخلى هو حقن الأعصاب الطرفيه للعصب الخامس بالأدوية المخدرة أو الكحول، وهذا العلاج فعّال فى نسبة كبيرة من المرضى ولكن مفعوله وقتى وتعود ظهور الآلام عند غالبية المرضى خلال 6 – 18 شهر، ويمكن تكرار الحقن مرة أو أثنين على الأكثر وتقل فاعلية الحقن بعد ذلك.

- كما يمكن إجراء تدمير حرارى للجزء الحسى من العصب الخامس وهذا هو الإجراء المفضل إتباعه فى المرضى كبار السن أو المصابين بأمراض عضوية تمنع التدخل الجراحى. ونسبة النجاح حوالى 93% مع قلة نسبة عودة المرض وفى تلك الحالة، يمكن تكرار الإجراء عدة مرات.

ومن المضاعفات المسجلة حدوث خدلان وتنميل بالوجه، حدوث ضرر للشريان الثباتى أو للأعصاب الجمجمية المجاورة، أو فقدان الإحساس بقرنية العين مما قد يؤدى إلى مضاعفات بصرية خطيرة.

العلاج الجراحى:

فى حالة وجود وعاءً دموياً يضغط على العصب الخامس يكون العلاج إزالة هذا الضغط عن طريق عمل جراحة داخل الجمجمة عند جزع المخ للفصل بين الوعاء الدموى ونواة العصب الخامس، ومع التطور الجراحى الحديث أصبحت هذه العملية تقام عن طريق جراحة الأوعية الدموية المجهرية بمخدر موضعى دون الحاجة إلى تحذير كلّى. ونسبة نجاح العملية مرتفعة وهى على الإحساس بالوجه وتؤدى إلى سنوات عديدة بدون ألم.

ومن مضاعفات العملية تضرر أعصاب دماغية (جمجمية) مجاورة خاصة العصب الرابع والسابع والثامن وأيضاً إحتمال الحاجة إلى عملية إستكشاف لقاع المخ.

- أما فى حالات عدم وجود وعاء دموى ضاغط فيكون الإختيار الجراحى هو قطع الفرع الحسى من العصب الخامس عند خروجه من جزع المخ وله مضاعفات خطيرة.

علاجات حديثة:

- الضغط بالبالون على عقدة العصب الخامس تمثل علاج بسيط وفعال لكن نسبة الإنتكاس عالية.

- الجراحة الأشعاعية ثلاثية الأبعاد بإستخدام سكين القطع بأشعة جاما لتقليل الأعراض الجانبية.

نادية حافظ
أستاذ أمراض النفسية والعصبية ، كلية الطب جامعة الاسكندرية
جمهورية مصر العربية
References

Headache Classification Committee of the International Society 2004, “Classification and diagnostic criteria for headache disorders, cranial neurolgias, and facial pain 2nd ed.,” Cephalgia, vol. 24, suppl. 1, pp. 1-195

Sindrup, S. H., & Jensen, T. S. 2002, “Pharmacotherapy of trigeminal neuralgia,” Clin J Pain, vol. 18, pp. 22-27

Christopher J. Boes, David J. Capobianco etal in "Neurology in Clinical Practice, The neurological disorders 4th ed. Butterworth Heinemann", vol 4, pp. 2099-2101
Al-Garem's clear Neurology 3rd ed. 1984 dar al maaref pp. 138-139